19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.هاني البنا: نسعى إلى إظهار اسهامات الثقافة العربية والإسلامية في صياغة الفكر الانساني العالمي

31 مارس 2014

الكويت ذات ثقل إنساني كبير ومؤسسات العمل الخيري الكويتي أصبحت رقما مهما في المعادلة الإنسانية

القمة العالمية الإنسانية تعتبر تطورا كبيرا في تاريخ مسيرة الأعمال الإنسانية لعقود مقبلة

عدد المحتاجين للمساعدات العاجلة بلغ 100 مليون نسمة بينهم 10 % في سوريا وحدها و70% في بقية العالم العربي والإسلامي

تجري مشاورات ومباحثات في الأوساط الإنسانية الإقليمية والدولية بين الشركاء في العمل الإنساني للترتيب لعقد قمة عالمية إنسانية في اسطنبول عام 2016 م تنظمها الأمم المتحدة لأول مرة منذ إنشائها وبناء على رغبة أمينها العام بان كي مون، لبحث تحديات العمل الإنساني في ضوء تنامي أعداد ضحايا الكوارث والحروب والنزاعات المسلحة، وبلوغ عدد المحتاجين للمساعدات العاجلة 100 مليون نسمة من بينهم 10 % في سوريا وحدها، و70% في بقية العالم العربي والإسلامي.

ثقل إنساني للكويت

رئيس المنتدى الإنساني العالمي د.هاني البنا زار الكويت مؤخرا والتقى عددا من قيادات العمل الخيري للتشاور في هذا الشأن، معتبرا أن الكويت ذات ثقل إنساني كبير، وأن مؤسسات العمل الخيري الكويتي أصبحت رقما مهما في المعادلة الإنسانية بعد استضافة الكويت لمؤتمرين دوليين للمانحين للشعب السوري، ومؤتمرين آخرين موازيين للمنظمات الطوعية غير الحكومية برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمر الذي يضعها في مصاف الدول المانحة والداعمة للعمل الإنساني.

وحول خلفيات هذه القمة يقول د. البنا إن المنتدى الإنساني العالمي عقد بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، ومجموعة الإتحاد الأوروبي ومركز الأبحاث عبر البحار في بريطانيا ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لقاء في العاصمة الأردنية عمان في 20 يناير 2014 م حول " الاستجابة الإنسانية في العالم العربي"، وقرر تكليف المنتدى الإنساني العالمي بتنظيم عدد من ورش العمل لشرح أهداف القمة للمنظمات الإنسانية العربية والإسلامية.

وأضاف: ومن هنا جاءت هذه الزيارة التنسيقية إلى الكويت للتباحث والتشاور حول هذا المؤتمر الأممي مع قيادات العمل الإنساني وعلى رأسهم رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومستشار سمو الأمير ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د.عبدالله المعتوق لكى تتبنى الهيئة الخيرية تفعيل مساراته الثقافية والعلمية والفكرية، وما يطرأ عليها من مستجدات، تستطيع بها الهيئة أن تثري بخبرتها ومهنيتها في المجال الإنساني مخرجات هذا المؤتمر القممي برؤية واضحة.

دور المنظمات الإسلامية

وردا على سؤال بشأن أهمية مثل هذا المؤتمر الأممي قال د. البنا إنه يعتبره تطورا كبيرا في تاريخ مسيرة الأعمال الإنسانية لعقود مقبلة لأن مخرجاته ستؤثر في كافة المجالات الإنسانية التي تعمل فيها، وأصبح علينا في المؤسسات العربية والإسلامية دور مهم ومسؤولية كبيرة في المشاركة بكافة فعالياته وتعضيد انجازات مخرجاته التي تعبر عن ثقافتنا وقيمنا الإسلامية وتتكامل مع الثقافة والقيم الإنسانية الدولية، وهذا دور جديد لابد أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي باعتبارها تتحمل جزءا كبيرا من الشراكة الرباعية (الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية ومؤسسات المجتمع المدني).

دوافع القمة

وبشأن دوافع تنظيم مثل هذه القمة قال د. البنا إن هناك جملة من الأسباب التي بلورت هذا النشاط الإنساني من أبرزها تزايد الأزمات والإنسانية واشتداد حدتها وتزايد أعداد ضحاياها الذين بلغوا أكثر من 100 مليون شخص، وهم في حاجة ماسة للحصول على المساعدات الإنسانية العاجلة سنويا، فضلا عن محدودية الموارد المالية حيث تضاعفت متطلبات التمويل إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنويا.

وأوضح أن من دوافع هذه القمة أيضا بروز لاعبين جدد ومؤثرين في العمل الإنساني مثل البرازيل وتركيا والهند والصين ودول الخليج وماليزيا فضلا عن التحولات العالمية السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم وما يترتب عليها من انعكاسات إنسانية، مشيرا إلى انه من المقرر أن يركز المؤتمر على مدى فعالية العمل الإنساني في الاستجابة لاحتياجات للمتضررين، ومكامن الضعف وإدارة مخاطر العمل الإنساني وفرص العمل على تقليلها، وسبل الابتكار كمنهج للتغيير وتحقيق الاستجابة الفعالة، والإمكانات المتاحة لتلبية احتياجات المتضررين من الحروب والنزاعات.

حالة توافقية

وبشأن توقعاته كخبير في العمل الإنساني قال د. البنا نتوقع بناء حالة توافقية في الآراء وإنشاء وتعزيز شبكات تواصلية معلوماتية تعمل على دفع توصيات القمة قدماً إلى الأمام ، لأن القمة الإنسانية العالمية ستوفر منصة تجمعية تتضمن أعضاء وممثلي المنتدى الإنساني وذلك للإستفادة من خبراتهم وامكانياتهم في العمل معا من أجل تحسين حياة المتضررين والمحتاجين، لافتا إلى ان القمة من المرسوم لها أن تسهم في تسليط الضوء على مستقبل العمل الإنساني.

وأشار الى أن هناك جهودا حثيثة في اطار التحضير للقمة مثل إنشاء موقع الكتروني في شهر ابريل الجاري لتيسير المشاروات على شبكات الانترنت، والعمل على توفير الدعم الفني لمحاور القمة وبذل الجهد لإيصال مشروع القمة الى عدد اكبر من منظمات المجتمع المدني في المنتديات المحلية والمحافل الوطنية والبرامج وورش العمل والتشجيع على المشاركة في الاجتماعات والمشاروات الإقليمية ، وأنه من المقرر أن يعقد الاجتماع الأول في شهر يونيو في منطقة غرب أفريقيا للتواصل وتنمية الوعي بأهمية القمة ووضع الخريطة الزمنية للاجتماعات الاستشارية والمشاورات الإقليمية وإنشاء فرق تحاورية ومواضيعية وفرق توجيهية إقليمية.

خطة لمواجهة التحديات

وشدد د. هاني البنا على أهمية وضع خطة لمواجهة تحديات العمل الانساني في المستقبل تشتمل على تعزيز تنوع الجهات التي تمثل نظام الاستجابة الإنسانية وتجديد وتعزيز الالتزام تجاه المبادئ والمعايير الانسانية، ودعم الشراكات الفعالة بين الجهات المختلطة والمتنوعة وتعزيز الابتكار والإبداع في مواجهه التحديات امام الاستجابة الانسانية.

ولفت إلى ان مشاركة المنظمات الإسلامية في هذه القمة من شأنها إظهار اسهامات الثقافة العربية والإسلامية في صياغة فكر العمل الانساني العالمي للألفية الثالثة والمشاركة في وضع القوانين والمعايير الانسانية الدولية التي تعبر عن ثقافتنا وتسليط الضوء على الابداع العربي والإسلامي في العمل المجتمعي والإنساني ونفي صبغة الارهاب عن العمل الخيري الإسلامي والعربي الأصيل وتعزيز دور الشباب والمرأة في منظومة العمل التطوعي والاهتمام بدور القطاع الخاص ورجال الاعمال في دعم العمل الانساني.

وختاما نشكر رئيس المنتدى الإنساني العالمي د.هاني البنا على جهوده الإنسانية الرائدة في مجال تعزيز الثقافة الإنسانية الإسلامية وبناء جسور من التواصل والثقة بين المنظمات الطوعية الإسلامية ونظيراتها الإقليمية والدولية العاملة في الحقل الإنساني، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يخفف حدة معاناة الشعوب المنكوبة وأن يحقن الدماء، ورزقنا نعم الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت